حدائق الشيطان /بقلم سند ال معين

 حـــــدائـــــــق الشــــــــــيـــــطـــــــان

-------------------

  أسكنُ  فى   الشارعِِ  الخلفى   لحدائقِ  الشيطانِ

 تصمُّ  ا لأُذُنَ  صرخاتُ  الشمسِ  وصياحُ  القمرِ

 تتساقطُ  من  عليائها النجوم  ُ- تركضُ خلفَ ا لأوهام  ِ

تحت  لهيبِ سياطِ الجلادِ  ينسحقُ الحجرُ يصير ُ رماداً

تروى  ا لأرضَ  بحارُ   الدمِ

فتتطاولُ أشجارُ الزّقُّومِ– تترعرعُ  أزهارُ الحنظلِ

يرتعدُ  المناخُ   وتنهارُ  قواهُ  وتعزفُ  الرياحُ  سيمفونيتَها

يتنازلُ  الصيفُ  عن  عرشِهِ  ويحتبى  الشتا ءُ  فى  بُردةِ  الوهنِ

ويلقى  الربيعُ  حتفَهُ– فتذبلُ ا لأزهارُ وتموتُ الحياةُ

و  يتباهى  الليلُ بظلمتِهِ

حينها يسودُ  الخريفُ  ويتملك  ُزمامَ  الأمرِ  تماماً

و البومُ يسكنُ أعشاشَ البلابلِ ويُشجِينا  نُهامَهُ

 ويصير ُ  نعيقُ  الغرابِ  تغريداً

اتقوقعُ  فى ذاتى  المختبئةِ  منى  فىْ

فيسيلُ  لعابى  مِنْ  فِىْ  كالأبلهِ  فى  الليلِ  الأبهمِ

اشتمُ شواءَ اللحم  اِلمجتثِّ  من  الجسدِ الواهنِ

أتدثرُ   بلباس  ِالخوفِ – التحفُ  سماءَ  الرعبِ

اسقطُ  فوقَ الأرضِ– ترتج  ُالجدرانُ– تُخْرِجُ أشباحاً

يختبىءُ  القمرُ  الهاربُ  فى  جوفى

تتحشرجُ أنفاسى -  أعانى – أقاسى- ألتزم  ُالصمتَ

أختلسُ  النظرة  َمن  خلفِ  نافذتى  الخلفيةِ

ارتاع ُ ويرتاع ُ القلبُ

مشانقُ ظلماتِ الظلم  تتمايلُ  طرباً

منها تتدلى أجسادُ الأمل ِ– تُدَاعِبُها  رياحُ الغضبِ

وخضابُ  الشفقِ  القانى  دماءُ  الأمسِ – اليومِ – الغدْ

وذئابُ الغابِ تتحلق  ُحولَ القصعةِ  -  شهدُ دمائى  يُنْعِشُها

وأرى  الحياتِ   فى  مرحٍ  تسعى -  تنفثُ  بالغلِ  سموماً

وتبثُّ  الموتَ  الأسودَ  فى  كلِّ مكانٍ

على  عزفِ  مزمارِ  الساحرِ   تتراقصُ  تلك  الحياتُ

تتلاطم   ُأمواجُ  الخمرِ  المنهمرِة  كالسيلِ  الجارفِ  من  بحرِ  الخزىِّ

يُهْدى  تفاحَ حديقتِهِ  أتباعَه  فتسيلُ دماءُ الحرماتِ

مزهوا   ًيُصدِر ُ قهقهة ً– يأمرُ أتباعَه                                                                                                                      أسرعُ من  طرفةِ عينٍ تحتَ قدميِه  سجوداً

ألعنُ  ذاتى  القابعة  َخلفَ  جدارِ  الخوفِ

فالحملَ   يسوقهُ طفلٌ– يذبحهُ القصابُ بلا رحمة

وزئيرُ الأُسْدِ منهُ ترتج ُ الأركان

-------------------------------------

الشاعر  الحزين  :  سند  أل  معين

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية /بقلم جمال خليل

جواب بقلم / احمد الباز

ليه الحكاية /بقلم فاطمة احمد المراغي