الشيطانة / بقلم عباس حسن

 عباس حسن – مصر -- الإسماعيلية

                           الشيطانة – قصة قصيرة

     تزوجا بعد قصة حبٍ عنيفة، هو يعمل بالأعمال الحرة، وهي تعمل في إحدى الشركات، أنجبت ابنتهما الأولى، جميلة كالبدر، ثم رزقهما الله

بولي العهد، تفانى في حبّه لأسرته، اشترى لها سيارة، وساندها في حياتها العملية والمنزلية، بعد عشر سنوات من الزواج، أصبحت في منصب مرموق في الشركة، زادت أعباؤها كثيراً، فهي تتفانى في عملها، وتجتهد في رعاية أسرتها، لكن زوجها أحس بانشغالها عنه، وإهمالها له، فزادت المشاكل بينهما، وتزايدت بمرور الوقت.

    طلبت من والدتها العون، فكانت تأتي صباحاً، تقوم بأعمال البيت وتجهز طعام الغذاء، ثم تعود إلى بيتها قبل المساء، بعد فترة أحست بأنها أثقلت على والدتها.

    استقدمت فتاة من قريتها لتساعدها في أعمال المنزل، الفتاة لم تكمل تعليمها، فقد فضلت العمل لتساعد أسرتها الفقيرة، كانت جميلة الملامح، ممشوقة القوام ـ تسبق سنها ـ كما يقول المثل، بسرعة تعلمت الطهي، وأجادت باقي الأعمال المنزلية، أحبها الأولاد.

    رغم ملابسها المتواضعة إلا انها كانت حسناء، نظيفة، مرتبة، بعد أن تنتهي من أعمال المنزل والأولاد، تذهب إلى غرفتها، تقرأ الجرائد والمجلات، لا تخرج من حجرتها إلا للضرورة.

   أصبح الزوج سعيدا بوجود هذه الفتاة، وعبر عن فرحته هذه لزوجته مرات عديدة، بعد فترة بدأ الأولاد يَشْكون لوالدتهم سوء معاملة والدهم، فقد كان يقوم بحبسهم داخل غرفهم بعد ذهابها للعمل، بحجة أنهم مزعجين، وأنه يحتاج للهدوء.

   تَملّك الشّك من قلب الزوجة، وفي خِلْسةٍ بدأت تراقب نظرات زوجها نحو الخادمة، كلما طلب منها كوباً من الشاي أو فنجاناً من القهوة، بدأت تقسو عليها في المعاملة، تراقب خطواتها، تعنفها كثيراً.

    للمرة الأولى منذ زواجهما تشعر بالانهيار، طار النوم من عينيها،

فكرت في طرد الخادمة، ثم فكرت في ترك العمل، بدأت تراودها أفكار

غريبة، وأخيراً قررت بأن تمسك بزوجها متلبساً مع الخادمة.

 اتفقت مع ابنتها الصغيرة على أن تتصل بها عندما يقوم والداها بغلق الباب عليهم.

   في صباح اليوم التالي ذهبت إلى العمل، أفكارها مشتتة، مفاصلها ترتعد، لأول مرة تخاف من التليفون، 

كأنها تمسك بجمْرةٍ من نار في يدها،

جاءها صوته كالعاصفة، بصعوبة، بلعت ريقها،

 ردت على ابنتها: تمام !! أنا قادمة في الطريق، 

مُسْرعةً، فتحت باب المنزل، هرولت إلى غرفة النوم، 

                                فتحت الباب،

                      في ذعرٍ صرخت، أنتِ مش ماما !! 

                                      أنتِ شيطانة !! شيطانة!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية /بقلم جمال خليل

جواب بقلم / احمد الباز

ليه الحكاية /بقلم فاطمة احمد المراغي