وبعد /بقلم محمد العبودي

 وبعد  ياموطني... 

ألديكَ أنفاسٌ اُخرى...؟

هل لازلْتَ متشبثًا بالحياة...؟

أخبرني...فأنا أحدُ مواطنيك

المخلصين...

أخبرني أ تعافتْ جراحُك

أم لاتزال نُزفى....؟

أ عادَ مواطنوك

أمْ تُيهتْ فيهِم الدُّنيا...؟

أرمّمَتْ مَبانيكَ

أمْ على حالِها هُدمى....؟

أخبرني ياموطني...

أما تصالحَ أبناؤكَ

أمْ كما عهدتهم فرقا...؟

أينَ أضحت حضاراتُكَ..؟

أزاهرةً أمْ على أوراقٍ دُفنى....؟

وإبتساماتُك النقيةُ

كما عهدتُها أمْ أماتتها مصيباتُكَ الكُبرى.....؟

بالله عليكَ أينَ أمسى رجالُك..؟

في أيِّ حربٍ ماتوا...؟

 أ موحشة ديارهم هجرا....؟

مالي أرى أجسادًا  على الأرض أشباحًا خرسى...؟

وفوقها أغصانًا جرداءً يبسى....؟

أماتت فيكَ الحياةُ...؟

أم قتلتْ كي لا نحيى........؟

نموتُ لأجلِ حيًا تبقى

فداكَ أرواحًا في حبكَ زهدى.....

هيَّا ياموطني هاكَ يدًا

إليك أمدُها كي تقفُ صلبى

قفْ لاتبالي..... عِداكَ ضعفى

قفْ وأهزم الموتَ علّه يذهبُ دون رجعى

عُدْ من أجلِ لياليك القمرى

ومجالسٍ عقدت فيكَ عمرا

 أقبل عليَّ كعشيقينِ للّقاء شوقا

وأرتمي بأحضاني الميتة حزنا

لأحيكَ وتحيني وكل مَنْ فيك يَحيى

فما أجمل الأحضان

حينَ ببعضها تُرمى...!

اُخاطبُكَ وكلِّ أملٌ

بأنّكَ ستقفُ أقوى

وتلوي بذراعيكَ موتًا كانَ منكَ قابَ قوسين أو أدنى

وستفجّر الأرضَ عيونًا كي ترتفعَ سنابلٌ فيكَ أبهى

تعاند الريحَ إن أقبلتْ 

لتعودَ دون موتها نُدمى

في كلِّ سُنبلةٍ حياةٌ لعمرك تُهدى

قف ياموطني لأراكَ ضاحكًا شامخًا دونكَ

الجبال سفلى............

محمد العبودي

٢٠٢/١٢/٢٣.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية /بقلم جمال خليل

جواب بقلم / احمد الباز

ليه الحكاية /بقلم فاطمة احمد المراغي