الى العندليب /بقلم ابو جعفر الشلهوب
............... إلى العندليب الصامت...........
كم عاشق لسماع صوتك مغرم
لمّا بشدوك للهوى تترنّم
ويقول في شوقٍ ولهفة خافقٍ
هل غادر الأيك الهزار ويقسم
أم أنه مازال بين غصونه
ويقيم بين زهوره ويخيّم
أشدو وما شدوي يشابه شدوكم
وأمام شدوك كل شدوٍ أبكم
كل الحروف أمام حرفك خرسة
وأمام بوحك "أدهمٌ" تتلعثم
ما واكبت بالسير سير حروفكم
إلا وصارت بينها تتقزم
وخطى الحروف أمام حرفك لو مشت
قصرت خطاها.. ما لها تتقدّم
إن الحروف تشيخ من فرط الجوى
لكنْ حروفك بالصبا تتنعّم
أبتِ الحروف على المشيب ولم تزل
روح الشباب لها رديفٌ يخدم
ألأنها أه الفؤاد مدادها
والٱه تصدق لو أتت تتكلّم
أم أن حرفك لا تجف نهوله
بمداده نهل الخوافق تسهم
وعلى النفوس لوقع حرفك همسة
تحيي بها الأرواح إذ تتنسّم
مابين حرفك والفؤاد توافقٌ
والبوحُ نبضٌ للحشا يتفهّم
يصغي لخفقته ويلقي مسمعا
ولكلِّ خفقةِ نغمةٌ وتترجم
فلخفقة الآهات تُزجى دمعةٌ
والصّبح من أشجانها يتعتّم
فيفيض بالدمع الحزين نهوله
والشّهد من طعم به يتعلقم
ولخفقة الأفراح ينهل شهدها
وترى الجراح بفيضها تتبلسم
وترى الحروف تراقصت أنفاسها
وترى اليراع بروضهِ يتبسّم
تأتي الحروف إليك وهي مطيعة
لتصيغ منها درّةً تتعشّم
رصّعتها الياقوت من أطرافها
والقلب ألماس يُشدّ ويُحكم
وتصير جوهرة القلائد صنعها
والكل يأملُ بالنّفيسِ ويحلم
كلمات ابو جعفر الشلهوب
ٖ
تعليقات
إرسال تعليق