غدر الزمان /بقلم محمد جاسم
غــدر الزمـان........
وإذا الـزمـان ُبيـومٍ خـان َسادتـه ِ
وأنتقى مِن كـلابِ الحـيِ أعـوانا
ليعتلـي الصدر َهـم ٌصاحَ صاحبـه ُ
أيرتقي مِن ذيـولِ البغـيِ عنوانا
فتُرهقُ النـّاسَ مِن أفعالـهِ ردحـا ً
ويستبـاحُ النـدى ٰويـمـوتُ حزنانا
يخـتـارُ مِن جيـف ِالأنـذالِ قادتـهُ
حتى بـدى بفعـالِ الغـدرِ شيطانا
يستوطنُ الشـّرُ في أغـوار ِخافقهُ
واستمكنَ القهـرُ منـّا حين َأشجانا
ويـقطـرُ السم َّمـنـهُ حيـنَ نازعـنا
فيرفض ُالشعبُ نهـجاً باتَ طغيـانا
لا تأمـَن ْالعـبـدَ إلا حيـنَ تمـلـكـهُ
فـإن ْفسحـت َلـه ُيـجـتـرُّ عصيانـا
إنْ كنـت َتأمـلُ ما يُتلـى بمنهجـهِ
فــلا أمـــانَ لمـحـتــالٍ إذا خـانا
قدْ عاث َحقداً على الأشجارِ طائرهُ
فأسكنَ الجهـل ُعشَّ الصقرِ غربانا
والكـلُّ عـاد َبهـمسٍ حيـنَ يبصرهُ
لا تـأمـنـنَّ لقــردٍ صـار َسلطـانا
إنَّ الـزمـانَ كنـودُ حيـنَ يفجـعـنا
ما مِن رفيـقٍ لـه،ُ والصبرُ أعيـانا
لـو شاءَ يرحـم ُما كُـنّـا له غـرضاً
فقـلْ سلامـاً عليـهِ حيـن َيـنعـانا
قدْ أظهـرَ العبـدُ نهجا ًكانَ يضمرهُ
واستفحلَ النذلُ بل وازدادَ إمعانا
لا تأمـنـنَّ لكـلـبٍ حيـن َتكــرمـهُ
إن ْكشّـفَ نـابـهُ نـرتـابُ أحـيـانا
وخاطبْ الدهرَ، إن ما كنتَ ذاكـرهُ
لا تستقـيـمُ بهـذي الأرضِ أركـانا
ما غيـرَ الحـالَ يومـاً طبـعَ صاحبهِ
ولا استجـاب َاالـذي قدْ عُـدَّ ثُعبانا
إنَّ الليـالـي وإنْ طالـتْ مصائبـها
ستسألُ الدهـرَ يومـاً كيفَ أبكـانا
لتشرقَ الشمسُ في أرجاءهِ قُدمـاً
ويبـزغُ الفجـرُ كـي نـزدادُ إيمـانا
لا خيـر بالـدارِ إن راجت ْمواجعـها
أو ذاقَ سـاكـِنـهـا ذلا ًوحـرمـانـا
فانظـرْ ، لمـَنْ كتبَ التاريخ ُسيرته ُ
هلْ كان َمؤتمنا ًفي الحكـم ِأم خانا
كمْ أنفـقَ مِن عظيـم ٍكـانَ يملـكـهُ
هل ْصيّرَ النّاسَ فوقَ الأرضِ إخوانا
لابـدَ للـدهـر ِيومـا ًسوفَ ينصفنـا
لتُمـلأ َالأرضَ بعـد َالظـُلمِ إحسـانا
بقلم/محمد جاسم الرشيد
٢٠٢٠/١١/٢١
ٰٰٰ
تعليقات
إرسال تعليق